ريادة الأعمال محرك الابتكار وبوابة المستقبل

في ظل التغيرات الاقتصادية المتسارعة والتطور التكنولوجي الهائل، برزت ريادة الأعمال كأحد أهم المحركات الاقتصادية والاجتماعية في العصر الحديث فلم تعد الوظيفة التقليدية الخيار الوحيد لتحقيق النجاح، بل أصبح إنشاء مشروع خاص وتحويل الأفكار إلى واقع ملموس حلمًا مشروعًا يسعى إليه الكثيرون تعكس ريادة الأعمال روح المبادرة والإبداع، وتفتح آفاقًا جديدة للنمو، ليس فقط على المستوى الفردي، بل على مستوى المجتمعات والاقتصادات بأكملها. فما ريادة الأعمال إلا عملية لتحديد الفرص وتوظيف الموارد وتحويل الأفكار إلى مشاريع قائمة بهدف تحقيق الربح أو تحقيق تأثير اجتماعي يتطلب ذلك من رائد الأعمال تحمل المخاطر، وامتلاك رؤية واضحة، والقدرة على الابتكار، والتفاعل السريع مع متغيرات السوق. حيث تلعب ريادة الأعمال دورًا أساسيًا في تنمية الاقتصاد وخلق الوظائف وتحفيز الإبداع ولعل أهمية ريادة تبدو جلية كونها تعمل على خلق فرص عمل جديدة تساهم في تقليص البطالة وتحفز على الابتكار من خلال تقديم حلول جديدة لمشكلات قائمة او افكار مبتكرة ودفع عجلة الاقتصاد وتعزيز الاستقلال والمسؤولية مما يشجع الفرد على اتخاذ القرارات وتحمل النتائج ولريادة الاعمال اشكال عدة تبدأ من الاعمال الصغيرة والاعمال القابلة للتوسع خصوصا في المجالات التكنولوجية والاعمال المؤسسية لتطوير المنتجات والخدمات هذا بالإضافة الى ريادة الاعمال الاجتماعية كونها تعالج مشكلات مجتمعية بطرق مستدامة . ولتحقيق ذلك لا بد أن يتمتع رائد الاعمال لمجموعة من الصفات والقدرات ليتمكن من تحويل فكرته الى نجاح ملموس تبدأ من القدرة على الابتكار والمبادرة والمغامرة والمرونة لتكيف مع المتغيرات والقيادة واتخاذ القرار واصرارا وصبرا لتحقيق الأهداف ولا يفوتنا أن ننوه الى جملة التحديات التي تواجه رواد الاعمال والتي يمكن لنا تلخيصها بالاتي : التمويل والمنافسة الشديدة وقلة الخبرة والمعرفة الادارية وما يطرأ من تغيرات اقتصادية وقانونية مفاجئة ورغم ما تحمله من تحديات، فإن ريادة الأعمال توفر فرصة لكل من يمتلك فكرة وإرادة على تحقيق النجاح وصناعة الفارق إنها ليست مجرد مهنة، بل أسلوب تفكير ونمط حياة يسعى نحو الإبداع والاستقلال والتميز كونها اليوم أداة قوية للتغيير الإيجابي والازدهار الاقتصادي والاجتماعي ولنستذكر ما قالة سيدي سمو ولي العهد في كلمة ألقاها أمام طلبة في جامعة الحسين بن طلال، على أن "الوظائف في القطاع العام لن تستوعب جيلنا"، وأن الفرص الحقيقية تُخلق من خلال الأعمال الريادية والابتكار. وأكد قائلاً: "الفرص تُخلق بواسطة الرواد والمبتكرين "ومحفزاً للشباب: "كونوا جريئين؛ تجرأوا على المحاولة"، مؤكدًا أن التجربة والخطأ تعلم أكثر من النجاح فقط. " أن تعيش بضع سنوات من حياتك كما لا يريد معظم الناس، لكي تعيش بقية حياتك كما لا يستطيع معظم الناس."

المشاريع الصغيرة والمتوسطة